أيهما أفضل أصدقاء الواقع أم أصدقاء الانترنت؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختي مسلمة مشكورة جدا على اختيارك لهذا الموضوع المهم جدا كما ان اسلوب طرحه مميز اما بالنسبة لما طرحتيه من اسئلة فانا احببت ان اشارك بالامور التالية :

1- حقيقة قبل الجواب على ما تفضلتي به لا بد ان نعلم بان الانسان منا سواء كان على النت او بالواقع سوف يكون اسير قيمه وتربيته وسلوكه الذي نشء عليه فمن تربا على الوفاء والخلق الحسن والكرم والشعور بآلام الآخرين لن يستطيع الا ان يبقى كذلك سواء كان من يتعاطى معه امامه او بعيد عنه ومن هنا عندما نتحدث عن الصديق فنحن نتحدث عن هذا الانسان الذي نصفه بهذه الصفة وعليه وجه الافضلية بين صديق الواقع او النت مرتبط بما يحمله كل طرف منهم من قيم ومبادىء وتربية واخلاق

2- قد يقول بعض الاخوة بان صديق الواقع قد يكون التواصل معه افضل لانه سوف يكون قريب منك جنبك تراه تحدثه وجه لوجه الى آخره من هذه الامور وهذا من ناحية صحيح ولكن من ناحية اخرى قد لا تستطيع ان تخبر صديقك القريب منك كل همومك واشجانك كما تخبر من تتواصل معه عبر النت كما اننا في كثير من الاحيان قد نرى بان صديق النت قلوبنا ترنو اليه اكثر لاننا نشعر بان علاقتهم بنا مجردة عن اى مصلحة او غاية شخصية بعكس من يكون قربنا فقد يسرى الشك الى نفوسنا بعض الاحيان

3 - هناك قاعدة للصداقة يعبر عنها بابيات شعرية وهذه القواعد اذا وجدت بصديق النت يكون افضل من صديق الواقع والعكس صحيح والقاعدة كالتالى :

صديقِ من يرد الشر عني ويرمى بالعداوةِ من رمانى

ويصفو لى إذا ما غبت عنه وارجوه لنائبة الزمانى

هذه وجهة نظر مختصرة احببت ان اشارك بها وارجو ان اتواجد معكم قبل انتهاء الاسبوع للمشاركة مجددا مع املى من جميع الاعضاء التفاعل والمشاركة لما للموضوع من اهمية بحياتنا

اختي مسلمة نعم النقطقة الاولى انا تكلمت بها بشكل عام لاقول بان الانسان اينما كان سوف تحركه قيمه اما بالنسبة للنقاط الاخرى فانا قلت بانه صحيح بان رؤية الشخص قد تكشف لكي بعض من جوانب شخصيته وما شابه ذالك مما تفضلتي به ولكن انا ارى بانه بنفس الوقت قد يمتلك هذا الانسان القدرة على الخداع بحيث تصبحين اضعف واعجز من ان تتعرفين على جوهره وهذا يوقعك بخطء الثقة به بشكل كبير ومن هنا انا ارى بان ما يمكنك من كشف حقيقة الانسان ليس صوته ولا صورته ولا قربه ولا بعده بل هناك شيء واحد يمكنك ان تعرفيه من خلله وهو العضو الذي وضعه الله في جسد كل انسان منا الا وهو القلب اللهم ان كان هذا القلب لم يلوث بالىثام والذنوب حينها يكون القلب قادر على معرفة حقيقة وصدق الانسان ويشعر بعمقه ويعلم بان كلامه نابع من القلب او من اللسان فقط من دون الحاجة الى رؤيته او سماع صوته حتي وعلى هذا الاساس تكون الاجابة على باقي الاسئلة بانه نعم اذا شعرة بصدق الصديق اكون مستعد لاعطاءه بياناتى وصورتي هذا من ناحية ومن ناحيية اخرى عدم اعطاءه ذالك قد لا يكون نابع من عدم ثقتي به بل من عدم ثقتي بنفسي اى بمعني بان اكون انسان مملؤ بالاخطاء لذا اخاف ان اكشف هويتي له لكي ابقي على اخطائي وسيئاتي مستورة وللحديث بقيت ان شائء الله

السلام عليكم ورحمة الله. يشرفني ويسعدني أن أنضم إلى أسرتكم الكريمة، أسرة الأحبة في الله. سجلت عندكم أمس فقط، ولذلك أكتفي اليوم بالتعرف على جو المنتدى، وقراءة بعض المساهمات. ومن الوهلة الأولى أرى ما شاء الله مساهمات جد قيمة وهامة. أقدم تحياتي وشكري الجزيل وعرفاني بالجميل لكل أسرة المنتدى أعضاء ومشرفين وإدارة، وأخص بالذكر أختنا في الله مسلمة التي أفادتني كثيرا بالدعاء للوالدة الذي نشرته هنا، بالإضافة إلى المواضيع الأخرى وخاصة السؤال: أيهما أفضل صديق الواقع أو النت. سأعود إلى هذا النقاش في وقت آخر وأقدم مساهمة في ما أقدر عليه من مواضيع. أما الآن فأسارع للقول أني شخصيا أفضل صديق النت عن صديق الواقع عن تجربة ولأسباب سأذكرها في مساهمتي القادمة إن شاء الله. شكرا لكم ودمتم لي أحبة في الله مميزين.

السلام عليكم. أعود إلى التعليق سريع لسببين: الأول إعجابي بمداخلة الأخت حنين ورد الأخت مسلمة. هذا يدل على أننا جميعا هنا نتقارب في الأفكار. فكل ما قرأته في التعليقات كنت أود التعبير عنه ربما بأسلوب آخر، فهي قناعات موجودة عندي كما هي عند الكثير. بقي إن كان الوقت يسمح لي بإعداد مشاركتي. وهذا هو السبب الثاني الذي أقدمه في شكل اقتراح وهو أن تبقوا على الموضوع مطروحا للنقاش لمدة أسبوع آخر لأنه موضوع هام جدا في رأيي. وبالمناسبة أرى أن أسبوعا واحدا لكل موضوع لا يكفي حتى يناقش بشكل جدي وشامل جامع مانع. واقتراح ثالث أن تجمع كل التعليقات وتبلور في بحث واحد ينشر في المنتدى لتعم الفائدة. ولكم الشكر الجزيل على إتاحتنا هذه الفرصة للمساهمة في النهوض بالفرد والأمة.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
السلام عليكم ورحمة الله.
الحياة مفاهيم. وللمفاهيم دور كبير في تشكل الشخصية والمجتمع، وتبلور الثقافة والمواقف والقناعات. ولكل أمر من أمور الحياة مفهوم أو أكثر. والمفهوم هو معنى يصطلح عليه الناس في مجال وبيئة ما. وقد تجد للأمر الواحد أكثر من مفهوم يؤثر في طبيعته وقيمته، تبعا لاختلاف المشارب والدوافع والغايات.
فالصداقة مثلا عبارة عن جملة من المفاهيم تختلف أو تتقارب أو تتطابق حسب طبيعة الفرد والمجتمع والبيئة، تبعا لاختلاف المقومات والخيارات الثقافية والتربوية وفلسفة الحياة.غير أنه من الممكن حصر تلك المفاهيم، لتسهيل الدراسة والمعالجة على الأقل، في مفهومين كبيرين تتفرع عنهما بقية المفاهيم. تعالوا نسمي الأول المفهوم الإنساني وهو أن تصاحب شخصا وتحبه لذاته، وتقبله كما هو. ونسمي الثاني المفهوم الإسلامي أي أن تصاحب شخصا وتحبه لله وفي الله. بشرط أن
لا يعني هذا أن المفهوم الإسلامي غير إنساني بالمعنى الأخلاقي للعبارة، ولا يعني كذلك أن المفهوم الإنساني إنساني حقا بالمعنى الأخلاقي.. فالحقيقة غير ذلك تماما، بل إننا لا نجد المعنى الأخلاقي للإنسانية في صورتها المثلى إلا في المفهوم الإسلامي أي الصحبة لله وفي الله.
أما الصداقة بالمفهوم الإنساني فكثيرا ما تنحرف بها الاعتفادات والممارسات الناتجة عن طبيعة المفهوم إلى صفات وأشكال غير سوية لا يربطها بالإنسانية إلا كون أصحابها ينتمون إلى الجنس البشري.
فقد يصادق أحدهم شخصا ليس إلا ليتعاون معه على الإثم والعدوان، وظلم الناس وقمع الحق ونشر الفساد. وقد يهجر أحدهم صديقه لمجرد كلمة أو جدال تافه أو تصرف عفوي أو خطأ صدر من حميمه. وقد تصل النوايا المرضية الانحرافية ببعض الناس إلى ظلم أصدقائهم، والتعدي عليهم بالغيبة والنميمة والوشاية واتهامهم بالباطل، وتحميلهم ما يشق عليهم أو لا يطيقونه، واستغلال طيبتهم أبشع استغلال، واستنزاف جهودهم وأملاكهم، بل قد تصل ببعضهم إلى الكيد لأصدقائهم في الخفاء من الحسد والشحناء.. فتصبح الصداقة عندئذ وبالا من الخبث والنفاق والمكر السيء.
هذا واقع يعيشه كل الناس. وما بالك بما يمكن أن يحدث في النت؟ هكذا كنت أفكر وأتساءل إلى عهد قريب. ذلك لأن الإنترنت يتيح جوا أكبر وأوسع وأنسب لبروز تلك المعتقدات والممارساتالمرضيةوتكريسها وانتشارها. ففي النت من الحرية والسعة والأمن ما يكفي لتلك الانحرافات أن تصول وتجول دونما وازع ولا رقيب، ولا وجل ولاخجل..عندما تتعامل في الواقع مع أي كان، فأنت تستطيع غالبا أن تعرف كل شيء عنه حتى نواياه من خلال الملاحظة والمعاشرة والتجربة في شتى أحواله. لكنك في النت لا تتعامل إلا مع شخص غامض افتراضي خيالي لا تعرفه إلا من خلال كلام مكتوب أو مسموع أو صورة أو ما شابه مما قد يكون غير حقيقي.
هنا يأتي دور الفراسة أو الحدس أو الخاسة السادسة. لكن هذه الوسائل بدورها قد تخطيء ربما دون أن يكون العيب فيها بل في صاحبها. فكثيرا ما نلتقي في الواقع بشخص لأول مرة فنحكم عليه منذ البداية بأنه سيء، وبعد زمن نكتشف أنه أنه أفضل من التقينا به.
قبل أن أعرف النت كنت أعجب من هؤلاء الذين يبحثون عن صديق أو حتى شريك الحياة عن طريق النت والجوال والصحف والقنوات التلفزية. ولما دخلت النت ازدادت دهشتي وتأكد حدسي، فبقيت على حذر من تكوين صداقات وأنا أسجل في أصحاب مكتوب على سبيل التجربة وبدافع الفضول. وظننت أني سأنسحب في أقل من أسبوع أو أسبوعين. لكن حدسي خانني مرة أخرى. فقد اكتشفت ما شاء الله روضة من رياض الجنة، سكانها شباب متحابون في الله يتعاونون على البر والتقوى ويتبادلون دررا من آيات الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتواصون بالحق والصبر ويتهادون ورودا جميلة عطرة من الأذكار والدعوات.. ولم أتمالك نفسي رغم سني ولم أفق إلا وأنا واحد منهم أتبادل معهم الكلمات الطيبة وأكثرهم في سن أولادي..
كل ذلك ولم يخطر ببالي يوما أن أتساءل : هل أتعامل مع أشخاص حقيقيين أم مع صور رسمتها كلمات ؟
وعندما طلب منا أحد الأصدقاء أن نعطي رأينا في غرف المحادثة والتعارف عبر النت راودني ذلك السؤال، فأجبت نفسي بنفسي : وماذا يهمني أن يكونوا حقيقيين أو خياليين ؟ إن معي ربي سيهديني، ولا يضيع من اعتصم بالله.. فأنا لا أجري وراء حرام ولا الدنيا الفانية.. فكل قصدي أن يكون لي أحباء في الله يظلنا تحت عرشه يوم لا ظل إلا ظله.. ثم إن الأرواح هي الأهم.. لا تهم الأشكال والألوان والمناصب بقدر ما يهم الجوهر.. من هنا تغير موقفي وصرت أفضل أصدقاء النت على أصدقاء الواقع..
ذلك لأن الواقع كثيرا ما يمنعنا بشكل أو بآخر من تكوين صداقات حقيقية والثبات عليها. صدقوني إذا قلت لكم أني لم أجد طيلة نصف القرن الذي عشته إلا قلة من الأصدقاء الحقيقيين في الواقع يعدون على الأصابع.. لقد تسنى لي أن أصادق كثيرا من الناس بقصد أو غير قصد بالمفهومين الإنساني والإسلامي. لكن علاقتي بأكثرهم لم تدم طويلا في الغالب، وذلك لأسباب كثيرة ربما أهمها هي :
- إحساسي بوجود دوافع وغايات مبيتة عند الطرف الآخر ليست سليمة أو لا تناسبني.
- إحساسي بوجود هوة ما تفصل بيني وبين الآخر قد تكون ثقافية أو اجتماعية أو اقتصادية .. وهذا ليس معناه أني أرفض مصادقة من يخالفني الرأي أو لا يماثلني في المستويات والأحوال، بل الرافض قد يكون الآخر..
- أحيانا نتعرف على أشخاص بمناسبات معينة فإذا انقضت المناسبة تباعدنا.
- قد تخونني فراستي أو تخون صديقي، فنكتشف أن لا أحد منا يصلح صديقا للآخر فنتباعد.
- أحيانا أجد العيب في شخصي وفلسفتي في الحياة. فأنا أتوخى القصد والصدق والوقاية قي كل شيء. لا أعرف كيف أنافق وأداهن وأكذب. كل سريرتي تظهر في علانيتي حتى تجد الاشمئزاز من شيء بسيط مرسوما في ملامح وجهي. وإذا أضفت إلى ذلك رهافة الإحساس وكثرة التأمل وقلة الكلام والمزاح، اكتملت
قائمة الصفات التي لا تساعد أبدا على تكوين صداقات والثبات عليها.
- وعندئذ فلا أحب إلي من خلوة تنقذني من دوامة الواقع. فلا أجد أجدر بصحبتي من كتبي وكراريسي، أقضي معها الساعات الطوال بين المطالعة والكتابة ليلا أو نهارا..
فالواقع يفرض علينا حواجز كثيرة نفسية واجتماعية واقتصادية وثقافية وحتى جغرافية وسياسية تمنعنا من الاتصال بالناس والتواصل الجيد معهم. أما في النت فكثير من هذه الحواجز تتحطم على جدران المواقع وبوابات المنتديات، وما يتبقى يتلاشى في فضائها الفسيح. فلا يبقى سوى تغريد الأرواح المتحابة في الله.
فصداقة النت صداقة الروح لا المادة لذلك فهي أجدر بالبقاء والدوام والاختيار والتفضيل.. هذه قناعتي الآن ولم أكن لأتبناها لولا أصحاب مكتوب، فتحية حب وامتنان واخلاص من أعماق القلب لكل أصحاب مكتوب.

طبعا لا توجد اى مقارنه بين الاثنين لانها لكل منهما ضروف مختلفه عن الاخر.