ما هو المقصود بالنجاح ؟؟
للدكتور عائض القرنى
من كتابه "هكذا حدثنا الزمان"
المقصود بالنجاح هو أن يكون الله راضيا عن العبد وأن يكون العبد راضياً عن نفسه وأن يكون من حوله راضِِِِِ عنه وأن يقدم نفعاً وأثرا ًفى حياته .
فأمّا رضى الله عن هذا العبد رجلاً او امرأة , فيكون بعبادة ربه كما شرع سبحانه عاملاً بأمره منتهياً عن نهيه مطيعا ربه كما أراد تعالى , ينجح فى الدنيا والآخرة. وأما أن يكون العبد راضيا عن نفسه فهذا لايكون إلا بفعل الخير واجتناب الشر , فإن النفس لاتهدأ والضمير لا يرتاح إلا بعملها الصالح وتركها الطالح كما فى الحديث : استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك". وأما رضى الناس عن هذا العبد فهو أن يكون حسن الخلق معهم جميل المعشر يرجون خيره ويأمنون شّره وأما أن يقدم نفعا وأثرا طيبا فى حياته فيكون هذا بعمله وجدّه واجتهاده وصبره فإذا فعل العبد هذه المسائل الأربع فقد حقق فى حياته نجاحاً باهراً ووصل إلى غايته المرجوّه من الحياة , ولا يتم نجاح إنسان حتى يستكمل هذه المسائل الأربعة , فمن الناس من أثر فى الحياة وترك نفعا لكنه ناقص النجاح لأنه ما أرضى ربه جلّ فى علاه , فهذا مثلا أنشتاين أعظم رياضى عُرف فى العالم ترك للبشرية نظريات نافعة فى فنه لكنه لم يكن مسلما ًفلم يكن نجاحه فى الدنيا والآخرة وإنما كان فى الدنيا فحسب , وكذلك أديسون مكتشف الكهرباء وإسحاق نيوتن وغيرهم من أهل التخصصات مثل بيكون , وديكارت , وكانت وشيكسبير وجوته , وتشيلسكى ووليم جايمس وسواهم , ومثل فرعون والنمرود وقوم نوح وقوم صالح وقوم هود وقوم لوط وقوم شعيب وأهل الحضارات والدول الكافرة فهؤلاء لم يحصلوا على رضى الله لمخالفة ما أنزله على رسله وشرعه فى كتبه .
وأعظم الناجحين فى الدنيا والآخرة هم الرسل عليهم الصلاة والسلام فهم أرضوا ربهم :
{{ رَضِى الله عَنْهُم وَرَضوا عَنْهُ}} وأرضوا أنفسهم ورضى عنهم أتباعهم المؤمنون بهم وقدموا للبشرية نفعاً فوق ما يصفه الواصفون.
... وصلوا على رسول الله ...
يتبع للدكتور عائض القرنى ..........