بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين
اعلم انه لما تعلقت أرادة الحق تعالى باجاد خلقه أبرز الحقيقه المحمديه من أنواره
ثم سلخ منها العوالم كلها علوها وسفلها ثم أعلمه بنبوته وآدم لم يكن الا كما قال (ص)
بين الروح والجسد ثم انبجست منه (ص)عيون الأرواح فهو الجنس العالى على جميع
الأجناس والأب الأكبر لجميع الموجودات ولما انتهى الزمان الى الأسم الباطن فى حقه(ص)الى وجود جسمه وارتباط الروح به انتقل حكم الزمان الى الأسم الظاهر وظهر سيدنا محمد(ص)بكليته جسما وروحا فهو اول النبين خلقا وآخرهم بعثا فقد قال النبى
المصطفى (ص)(ان الله عز وجل-كتب مقادير مقادير الخلق قبل ان يخلق السماوات
والأرض بخمسين ألف سنه )وقال (ص)(انى عند الله لخاتم النبين وان آدم لمنجدل
فى طينته)وسئل (ص)متى كنت نبيا ؟فقال (وآدم بين الروح والجسد)وسئل أبو جعفر
محمد الباقر رضى الله عنه :كيف محمد (ص) يتقدم الأنبياء وهو اخر من بعث ؟
فقال :ان الله تعالى لما من بنى ادم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على انفسهم (ألست
بربكم)كان محمد (ص) أول من قال (بلى) ولذلك صار يتقدم الأنبياء وهوآخر من بعث وذكر التقى السبكى انه قد جاء ان الله خلق الأرواح قبل الأجساد فالأشاره بقوله (ص)
كنت نبيا الى روحه الشريفه او الى حقيقته والحقائق تقصر عقولنا عن معرفتها وأنما
يعلمهاخالقها ومن أمده الله تعالى بنور الهى فحقيقة النبى(ص)قد آتاها الله وصف
النبوه من قبل خلق آدم اذا خلقها متهيئه لذلك-وافاضه عليها من ذلك الوقت فصار
نبيا وكتب اسمه على العرش وأخبر عنه بالرساله ليعلم ملائكته وغيرهم كرامته عنده
فحقيقته موجوده من ذلك الوقت وان تأخر جسده الشريف المتصف بها وعن الشعبى
قال رجل :يارسول الله متى استنبئت ؟قال (وآدم بين الروح والجسد حين أخذ منى الميثاق)وعن بعضهم انه (ص)خص باستخراجه من ظهر آدم قبل نفخ الروح
لأنه(ص)هو المقصود من خلق النوع الأنسانى وهو عينه وخلاصته وواسطة عقده
وروى عن على بن أبى طالب كرم الله وجهه انه قال لم يبعث الله نبيا من آدم فمن بعده
ألا أخذ عليه العهد فى محمد(ص)لئن بعث وهو حى ليؤمنن به ولينصرنه ويأخذ بذلك
العهد على قومه وقيل :ان الله تعالى لما خلق نور نبينا محمد(ص)أمره ان ينظر الى
أنوار الأنبياء عليهم السلام فغشيهم منه ما أنطقهم الله به فقالو ياربنا من غشينا نوره؟
فقال الله تعالى (هذا نور محمد بن عبد الله ان آمنتم به جعلتكم انبياء )قالوا آمنا به
وبنبوته فقال الله تعالى( أشهد عليكم)قالو نعم فذلك قوله تعالى (وأذ أخذ الله ميثق النبين
لما ءاتيتكم من كتاب وحكمه ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه)
الى قوله (وأنا معكم من الشهدين)
وانهى الحديث أخواتى على هذا وسأكمل فى الموضوع المقبل ان شاء الله
وأنا منتظر ردودكم وانتم انتظرو مواضيعى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته