سقطت أوراق الخريف باكرا وارتحل النهار مسرعا...وازداد ليلنا حلكة..... الأشياء غير الأشياء...لكن المكان هو المكان... والزمان هو الزمان ... شاخت الوجوه ...لكن الحلم بقي يافعا نضرا محفورا بالقلوب، خطه أبناء الوطن الواحد بخيوط ذهبية منذ عقود .. من أنات الجرحى... وأهات الأسرى...ودماء ألاف الشهداء الذين سقطوا على مذابح الحرية ... فخضبت دماؤهم الزكية ثرى فلسطين الطهور... بدءا بعيلبون ومرورا بالكرامة وبيروت وصولا إلى الانتفاضة المباركة واتونها الملتهب... لم يكن الواحد منهم قائدا عاديا بل كان بوصلة تشير دائما نحو القدس... مهما تلاطمت الأمواج ومهما علا المد... ومن فوق حطام السفينة كان يخرج هذا الفينيق مروضا الموج مشيرا بإصبعه نحو فلسطين... يقينا منه بان الحق عائد مهما طال ليل الفراق وان سفينة العودة لا بد أن تجنح يوما نحو شواطئ فلسطين...
كان كل منهم دائم الترحال يبحث عن وطن سليب... فنسج خيوطه العنكبوتية عبر جولاته المكوكية... طوّافا بين خطوط الطول والعرض... وقصر المسافات رحالا ينقل معاناة شعبه وآلامه في كل عاصمة ومدينة...
كان علما يذكر كلما ذكرت فلسطين وأهلها...وكان دوما يعزف سيمفونية العودة.. القدس و الدولة... لم تفل سنين الترحال من عضد صغيرهم ولا عزيمته ... بقي قويا شامخا بإرادته وحلمه ومن خلفه شعبه... كان الكل يطمح أن ترسو سفينته على صخرة من شواطئ عكا وحيفا ويافا ... لكن صخرة القدر...صخرة الفراق والقتال بين فرقاء الوطن(أبناء فتح وحماس) كانت الأقرب... فترجل هذا الحلم منا في محطته الأخيرة دون سابق إنذار...ترجل وبصره شاخصا نحو أولى القبلتين ... هذا قدر حلمي..... قدر المخلصين....
لكل شعب معلما يتغنى به ما بين برج وهرم وسور... لكننا نتغنى بحلم الوحدة من جديد... فكان حرفا جديدا في لغتنا لا يفهمه إلا نحن و الثوار من خلفنا... فنم أيها الشهيد قرير العين في جفوننا وقلوبنا الدافئة فها هم الفرقاء قد عادوا للوحدة وبدت أنوارهم تطفو من جديد ..........
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ثم آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
ليتهم يتوحدوووووووووووووووووووون