سعد بن معاذ

بسم الله الرحمن الحيم
(فى البستان)
كان الأسلام قد بدأ يتحرك فى المدينه وتظهر علامته وآثاره بين الناس وبدا الأسلام
يعود شيئا فشيئا بين الأوس والحزرج الذين تحاربو طويلا حتى جمع الله امرهم بهذا الدين العظيم وكان مصعب بن عمير رضى الله عنه مبعوث النبى(ص)الى المدينه وداعية الأسلام فيها يتحدث الى الناس عن عظمة الأسلام وأخوة الأسلام ومنهاج
الأسلام ونظرته الى الحياه والكون والأنسان ببساطه ووضوح وكان مصعب داعيه
موفقا وكان كلامه يستقر باعماق قلوب السامعين ويحركها نحو النور والخير فلم
يجتمع به احد الا خرج من الكفر ودخل فى الأسلام وكان اسعد بن زراره يرافق
مصعبا ويعرفه بسادات الأوس والحزرج ويحاول ان يكون سببا لهدايتهم وذات يوم
خرج اسعد بن زراره ومصعب بن عمير يقصدان دار بنى عبد الأشهل ودار بنى ظفر
لعلهما يلتقيان بسعد بن معاذ سيد الأوس وكان اسعد بن زراره ابن خالة سعد فدخلا
بستانا من بساتين بنى ظفر والبساتين فى المدينه وما حولها جميله وواسعه تكثر فيها
الأعناب والرمان والنخيل وتسقى من ماء الآبار والعيون كان اسعد بن زراره ومصعب
بن عمير يشعران بالتعب فجلسا عند بئر فى البستان ثم ناما للقيلوله كما ينام الناس عند
الظهر ولما افاقا عند العصر اجتمع اليهما بعض المسلمين من اهل المدينه وعقدوا
اجتماعا فى ذلك البستان تحت خميله من العنب تظللهم عناقيدها وتزهو فوقها براعمها
الغضه والماء من حولها ينساب فى السواقى وجلس مصعب بن عمير يشرح للمسلمين
الجدد مبادىء الأسلام العظيم ويشرح صدورهم بالمعانى الساميه ويملأ قلوبهم بنور
القرآن الذى انزله الله من فوق سبع سماوات ليخرج الناس من الظلمات الى النور ومن
ظلمات الجهل والفقر والمرض والكفر الى نور العلم والسعاده والقوه والأيمان وليخرج الناس من عبادة العباد الى عبادة الله الواحد القهار ومن ضيق الدنيا الى سعتها وكان
مصعب كما قلنا يعرف كيف يدعو الناس الى الأسلام ويعرف كيف يحرك كوامن
العواطف فى مستقرات الضمائر وكان سعد بن معاذ واسيد بن حضير يومئذ سيدى
قومهما من بنى عبد الأشهل من الأوس وكلاهما مشرك على دين قومه فلما سمعا
بهذا الخبر قال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير لاابا لك انطلق الى هذين الرجلين اللذين
قد اتيا ديارنا سفها ضعفاءنا فازفرهما وانههما عن ان يأتيا ديارنا فانه لولا ان اسعد بن زراره منى حيث قد علمت كيفت ذلك هو ابن خالتى ولا اجد عليه مقدما فلما انتهى سعد
من كلامه تأثر اسيد فنهض وأخذ حربته ومضى اليهما وهو حانق غاضب ولما لاح
لاسعد بن زراره التف اسعد لمصعب وقال له ينبه بأمر اسيد يامصعب هذا سيد
قومه قد جاءك فاصدق الله فيه قال مصعب ان يجلس اكلمه وبينما كان اسعد بن زراره
ومصعب يتكلمان بأمر اسيد اذ قدم اسيد فوقف عليهما وهو حانق غاضب وحربته
تلمع بيده وقال ماجاء بكما الينا تسفهان ضعفاءنا ثم اخذ يهدد قائلا اعتزلانا ان كانت
لكما بانفسكما حاجه فكلمه مصعب بهدوء لايحاول ان يستفزه بل كان يريد ان يهدىء
من روعته واضطرابه وقال له يا اسيد او تجلس فتسمع فان رضيت امرا قبلته وان كرهته كففنا عنك ماتكره قال اسيد لقد انصفت ثم ركز حربته وجلس اليهما فكلمه مصعب بلأسلام وقرأ عليه القرآن وكان كلام مصعب يبدو اثره فى وجه اسيد حيث
اخذ يقطب ويشرق ويبتسم ويتسهل

ولم ينته هذا الفصل على ذلك
وساكمله فى الموضوع المقبل ان شاء الله

والسلام عليكم

مععلومات قيمة جزاكى الله خيرا حبيبتى بهنيكى الواحد لازم يكتب هيك مواضيع بيستفيد منها الكل وخاصة اللى معلوماته قليلة فالك الاجر الثواب