مشروع خيرى مربح

بسمك اللهم وبحمدك

مشروع خيري

أتفقنا انا و مجموعه من أصدقائى بعمل مشروع خيرى (على قدر الحال ) وكان الاختلاف ماذا يكون وماهى الآليه

إقترحت أن نشترى مجموعة من المصاحف الشريفه على أساس أن نضعها فى أحد المساجد فى احد المناطق المهمله

ثم عدلت إقتراحى الى ان تكون هذة المصاحف من المصاحف القيمة ذات الأوراق الطبيه (طباعة مجمع الملك فهد)

صغيرة الحجم جيب سهلة الحمل (11سم *8سم )

وأن يتم التبرع بها لأحدى مدارس تحفيظ القرآن التى تكون بحاجه الى الدعم على أن توزع كجوائز وهدايا للمتفوقين

ومنها ما توزع للفقراء من طلاب تحفيظ القران .

وتم الاتفاق على ذلك

ولكن

كلام الليل يمحوه النهار

اتفرقت المجموعه

ظل الموضوع فى بالى ونويت أن أنفذه

لكنى مع الكسل والانشغال أهملت الموضوع

لفترة شهرين أو ثلاثه ربما ولكنه ظل فى بالى دائما

ذهبت الى السوق أبحث عن هذة المواصفات
فكانوا يقولوا لى خذ من هذا النوع مقارب لطلبك وبنصف القيمه

فبدلا من أن تشترى هذة الكميه أشترى ضعفها

وبنفس الوقت تؤدى نفس الغرض

لكنى رفضت
بسبب أنى أردت أن تكون

ذات جودة
ومتينه لكثرة إستعمالها
ومنظر جميل
ومنها مريحة فى الاستعمال والقراءة

أحدهم رأنى مصراً على رأيى فطلب منى عربون على أن يقوم بطلبها من مكان معين وكان بيننا موعد محدد .

لكنه تأخر وكنت أتابعه من يوم لأخر لانى أنسى وأنشغل ..

فى أحد الأيام فكرت ان أذهب الى صاحب المكتبه وبعدها أعود لأجلس فى مكان عام معتاد الجلوس فيه دائما

فهذا المكان على طريقى وفى منتصف المسافة فلما وصلت الى منتصف المسافة أمام مكان جلوسى نظرت الى الساعة

وعرفت أننى تأخرت وأن مشوارى عديم الفائده فأنا أتفرغ نهاية دوامى .

ذهبت الى المكان العام وجلست فى مكانى المعتاد .

بينما أنا منسجم مع بعض الأوراق وآلتى الحاسبه أتى الىّ أحد المتسولين

لم أكلف نفسى لأرفع رأسى وأنظر اليه فأنا أعرف المتسولين كلهم فى ذلك المكان تقريبا

يعنى القصد أنى أعرف أكثر المتواجدين دائما وإن لم تكن معرفة شخصيه

عموما بدون ان يتكلم بكلمة رفعت اصابعى بمعنى (الله كريم ) وانا متابع أوراقى

سمعته يقول (الله يجزيك الخير يا ولدى ) ثم أقفل راجعا

من خلال صوته عرفت أنه جديد فى المنطقه

ومن خلال لهجته عرفت أنه من مدينه العلم والعلماء فى وقت سابق من الزمن (مدينه زبيد )

التفت اليه وناديته وأعطيته مائه ريال (تساوى نصف دولار أمريكى )

كان رجلا عجوزا بيده المسبحة ويبدو عليه أثر الصلاح

دعا لى بالخير

ثم قال لى أعطينى يدك

أعطيته يدى وانا مبتسم

مسح على بطن كفى وقال

ياولدى

ينقطع عمل أبن أدم الا من ثلاث صدقه جاريه أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا

وانت يا بنى ما عليك الا أن تحاول أن تضع ولو حتى مصحف واحد فى أى مسجد فبذلك لك الأجر الكبير

وهو عبارة عن صدقة جاري وعلم ينتفع به فى نفس الوقت

بمعنى مطبعة من الحسنات فكل من يقرأ به فلك من الأجر مثله

ثم أنصرف

تأثرت من الموقف وقلت فى نفسى

كأنه رسول
وكأنه يعلم بما أخطط له

وكأنه يقول لى لا تتكاسل

وكأنه يدعم فى رأسى الفكرة

لم يبقى من المجموعة إلا واحد أراد أن يكون معى فى مشروعى لكنى منعته

لانه مديون ومن المنكوبين وقلت له عندما يتحسن حالك أشترك فذلك عند الله كأنما أنت مشترك بالضعف المضاعف

هل وصلت الفكرة أخوانى ؟؟

هل ترسخت فى الأذهان ؟؟

ما جعلنى أكتبها لكم هو أننى أردت أن أنقلها لكم بنفس الصورة وهى فى بالى منذ فترة

لكن السبب الرئيسى والذى جعلنى أسرع فى كتابتها هو أن صديقى أتصل بى وقال

يا صديقى تحسنت ظروفى وانا فى أمس الحاجة للمشاركة فى مشروع جديد

فما رأيكم لو أشتركنا جميعا بهذا المشروع وكل بحسب أستطاعته

وكل واحد يموون المسجد القريب منه أو الذى يراه مناسب أو المدرسه

ولو حتى بمصحف . ولكم الأجر والثواب