بسم الله الرحمن الرحيم
(بين مكه والمدينه)
عاشت مكه دهورا طويله يعبد اهلها الأصنام.
وبيت الله الحرام الذى بناهابراهيم وولده اسماعيل عليهما السلام ليكون مثابة للناس وامنا
قد تحول هذا البيت الطاهر الى معرض للأصنام فلكل قبيله صنم تعبده وتقرب له القرابين
وقريش لها السمعه والصداره بين القبائل وشيوخها يظلمون الناس ويأكلون الموالهم بالباطل حتى شاءت ارادة الله تعالى ان يبعث فيهم رسولا منهم بتلو علهم آيات الله
ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمه واختار الله سبحانه وتعالى سيدنا محمدا صلى الله عليه
وسلم لينقذ الناس من تلك الجهالات وليمسح عن قلوبهم الأوضار التى غلقتها كى تعود
مشرقه بنور الله العظيم بدأ رسول الله (ص)بالدعوه الى الأسلام وآمن به الذين شرح الله صدورهم لهديه
ولغلاظ القلوب من اصحابالمصالح الذين راو دعوة الرسول محمد(ص)ستحرمهم من استغلال الناس وستحرر العبيد الذين هم تحت ايديهم فبات المشركون يعذبون المسلمين المؤمنين بالدين الجديد واستمر الأذى واشتد العنت والأرهاق
فهاجر بعض المسلمين الى الحبشه ولم يفتر الصراع ولم يسكت غضب قريش على المؤمنين بالله واخذ رجال قريش
يتفننون بأيذاء المؤمنين وكان البلاء الأعظم ينصب على رؤس المستضعفين من امثال(بلال)و(عمار)و(زنيره)
وغيرهم رضى الله عنهم ورسول الله (ص)يرى اصحابه يتألمون ويلاقون انواع المحن وهو يدعوهم الى الصبر
وقد تعرف رسول الله(ص)علىنفرمن اهل المدينه من الأوس والحزرج فكلمهم بامر الأسلام فآمنو به وبدعوته
وراو فيها خيرا كثيرا وكان هؤلاء قدسمعوا من اليهودفى المدينه ان نبيا سيظهر خلال هذه الفتره فأحب هؤلاء ان يؤمنو
بالنبى الجديد قبل ان يسبقهم اليهود الى ذلك وقد عاد هؤلاء القوم الى المدينه وهم مؤمنون بالسلام فأخذو يحدثون به
قومهم وعادو الى مكه للحج فى العام الثانى فاجتمعوا بالنبى(ص)وارسل معهم(مصعب بن عمير)ليرشدهم ويشرح لهم اهداف الدين الجديد ويبين لهم مايريد الأسلام من المؤمنين به وعاد هؤلاء القوم الى المدينه ومعهم (مصعب بن عمير) داعية الأسلام ومندوب الرسول (ص) فالتف المسلمون فى المدينه حولمصعب يسألونه ويتعلمون منه ويحفظون مايقول لهم ويعملون به
ويطبقون مايريد الأسلام على نفوسهم ويتأثرون بسلوك مصعب فى الحياه ولايعصون له امرا وبمجىء مصعب الى المدينه
دخل المسلمون فى دور آخر من حيث الدعوه والتنظيم والعمق فى الفهم والأدراك
واكمل الحديث فى الموضوع المقبل ان شاء الله
وهو(فى البستان)من نفس الموضوع