فداك يارسول الله " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون "
------------------------------------------------------
تملكني الحزن والألم فترة من الزمن وأنا أقرأ الضربات والهجمات المتتالية التي تسئ الى سيدنا ورسولنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم .. وتابعت ردود الفعل الإعلامية الإسلامية التي وقفت عند حدود بيانات الإستنكار والمطالبة بالمقاطعة ..
لن أتحدث عن ردات الفعل التي حدثت بيننا .. فالكثير منها كان إيجابياً في غرس الكثير من خلقه صلى الله عليه وسلم في نفوس الأطفال من خلال المدارس التي نظمت برامج تربوية مميزة جداً ومن خلال المظاهرات التي بينت حجم الغضب .
أصارحكم وأصارح نفسي قبلكم
شخصياً لا أرضى أن يسئ لي أي شخص .. وأرد له الصاع صاعين .. وهذا موقفي المدافع عن نفسي .. فما موقفي في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!
والكثير منكم وقف يتباكى .. ويردد شعار " فداك أبي أمي يارسول الله "
طيب !! أرنا كيف تفديه !!!
حول عبارتك لواقع عمل .. ولردة فعل إيجابية .. وقدمها لنا لنقلد عملك وننافسك في ذلك .. وإلا فإنك ممن ينطبق عليهم القول " أسمع جعجعةً .. ولا أرى طحناً "
تألمت لحالنا لأننا لسنا أصحاب مبادرات .. ولكننا أصحاب ردود أفعال غير مكتملة أو ردود أفعال كلامية
.. بعكس الغرب الذي يسئ الى ديننا ورسولنا صلى الله عليه وسلم بمبادرة قوية وتكاتف وتعاضد واستمرارية وعدم خضوع لأي تهديد .. بل حتى ردود أفعالهم عملية لا كلامية
أمشي في شوارع بلدي وأنا أرى معظم السيارات وهي تضع اللافتات " إلا رسول الله " .. " فداك أبي وأمي يارسول الله " والأسواق وضعت لافتات " لا نبيع المنتجات الدانماركية " .. الخ
دعاة ينشرون محاضراتهم بعناوين " إلا رسول الله " .. " تباً لك يادانمارك " ... الخ
منظمات إسلامية أنزلت بيانات تدين الرسوم المسيئة للرسول "
هل نقف لنحرم أنفسنا شفاعته ورحمته يوم القيامة ؟
هل نكتفي ؟
وسألت نفسي .. الى أي حد وصل تخبطنا؟ والى أي مدى يمكن أن نستمر في التقاعس؟ ومتى نعقد العزم ونخطط لبرنامج عملي ضد هذه الأمور المهينة .. " ونترك كثر الحكي في الموضوع "؟
ألا يجب أن نحول رداتنا القولية الى فعلية .. تدافع وتنصر وتنشر منهجه صلى الله عليه وسلم ؟
شخصياً توكلت على الله وعقدت العزيمة بأن يكون لي دور من باب المحبة والطاعة وبدفع نفسي وإلزامها نحو الحركة الى ما يجب أن أفعله .. ورأيت أنني سأهين نفسي وأنا أجهل طاقاتي وأهدرها فيما لا يفيد .. وعدم توجيهها انتصاراً لمن سيقف بين يدي الله شافعاً لي في يوم يقف فيه جميع الخلق خائفون وهو عليه أفضل الصلاة والسلام يقول " أمتي أمتي يا الله "
وناقشت بعض زميلاتي من حولي .. وكاد أن يصيبني الاحباط وأنا أرى تعبيرهم عن الألم وتدني الهمة وعدم الثقة في قيمة أي فعل – حتى لو كان بسيطاً – وأثره .. وأنهم لا يملكون إلا المقاطعة والدعوة اليها .. وقلت لهم أنتم توجهون العقاب لمجتمع يرى أنكم تعاقبون لأنكم همج تتبعون ديناً يحد من الحرية ويدعو للتبعية .. ولكن أين دوركم في إكمال الجزء المتبقي من هذا الدور وهو " من هو محمد صلى الله عليه وسلم " موضحين قيم العدالة والحقوق التي نادى بها ويجهلونها ؟
للأسف صُدمت وأنا أسمع بعد حوارات واقتراحات كثيرة : هذا عمل مؤسسي ولا نستطيع أن نقوم به نحن كأفراد !!!!!
تحديتهم وقلت لا نحتاج لعمل مؤسسي ولا لغيره بل نحتاج أن نكون
"على خطى الحبيب" ..
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أُمر بأعظم عمل وبأصعب مهمة تُسند الى بشر .. أُمر بنشر رسالة الاسلام الخالدة التي يجب أن ينشرها في كل العالم مكاناً وزماناً ..وكانت مسئولية عالمية وذلك بأن ينفض أمة من تراب ليوصلها الى السماء .. وليحول أمة مشتتة متناثرة الى أمة صلبة متماسكة تعمر وتبني قيماً ..
ولم يقل ياربي ان هذه المهمة التي لم يُكلف بها قبلي رُسل وأنبياء ولا بشر تحتاج لمؤسسة ولا إلى دولة تساند ولا إلى مخططين ومستشارين وجيوش .. ولا لمنهجية وخلفية توضح له خطواته ..
فبدأ دعوته العالمية سراً راضياً بقدر الله في السراء والضراء مطمئن دائماً الى أن الخير هو ما أختاره الله .. وتوسعت دعوته السرية الى طائفة بسيطة .. امتحنهم الله بالأذى في العهد المكي في سبيل هذه الدعوة المضطهدة والمطاردة من كبار القوم .. ودعاهم الله أن ينتصروا لدينه ولقيم الرسالة لا أن ينتصروا لذواتهم فخاطبهم سبحانه وتعالى قائلاً " وأصبر على ما يقولون وأهجرهم هجراً جميلاً "
وبدأت متوكل على الله وفي قلبي حب لذلك الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم ..ورأيت أن واجبي أن أبذل من أجل نصرته مالي ووقتي وأُفعّل كل طاقاتي متوكلة على الله أولاً .. وواضعة نصب عيني قول للشيخ عائض القرني " رفع الهمم الى القمم " ثانياً ..وقمت باتصالين فقط أحدهما لشخصية نسائية ذات مكانة وعلم وقوة ودين .. والأخرى بزميلة ابنة رجل غني جداً وصاحب مؤسسة خيرية وتحولت مقترحاتي وتوسعت دائرتها لعدد كبير من الناس وبدأ التخطيط لنشاط إعلامي منظم وبأهداف عملية وبدعم مالي غير محدود من صاحب المؤسسة الخيرية الذي قال لنا بالحرف الواحد على بركة الله .. وحباُ برسول الله سأدعمكم بأي مبلغ وبملايين الريالات .. وسيتم تقديم خطة العمل المقترحة في الاسبوع القادم
أكتب لكم ذلك وأنا فخورة بهذا الانجاز .. فأنا لا أملك أي سلطة ولا قوة ولا مكانة ..
ولكنني فعلت طاقاتي التي منحني إياها الله سبحانه وتعالى وقدمت فكرتي التي شرحتها بقلب يملؤه الحب لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ..لشخصيات بطريقة تجعلها تقبل ولا تنفر .. وباثارة حماسهم .. وبدأ العمل وبدأت الخطط وتوسعت الدائرة بانضمام زميلات خريجات جامعيات ولكنهن لم يعملن لنخرج بخطة لعمل مؤسسي كبير تحت رعاية مؤسسة خيرية مانحة لرجل فاضل آمن معنا أن يفتدي الرسول صلى الله عليه وسلم بماله لعل ذلك المال يكون شفيعاً له يوم القيامة
وسأكون فخور لو وجدت من ينافسني ويقدم برنامج متماثل وأكثر أو حتى لو فكرة بسيطة يمكن ترجمتها لواقع عمل .. لأنني كنت مجرد صاحب مبادرة بفكرة .. وحتى نحقق قوله تعالى " وفي ذلك فليتنافس المتنافسون "
العضو:_ spider
قوة العنكبوت