بسم الله الرحمن الرحيم
المقصود بهذا النظام هو قيام صاحب الشرطة بحفظ الامن فى البلاد والحفاظ على حياة الرعية وتتبع اللصوص
فكان يقبض على اهل الفساد ومن يريد زعزعة الامن فكان يأدبهم ليضمن سلامة الرعية وقد عرف هذا النظام باسم (الشرطة) وذلك لانهم وضعوا اشراط وعلامات يعرفون بها , وقيل ان عمرو بن العاص هو اول من اقامها عندما تولى ادارة مصر والبعض يقول ان معاوية بن ابى سفيان هو اول من استعملها ولكن اذا اخذنا بمقصد مهمة الشرطة فنجد ان وجودها اقدم فكانت تعرف بالعسس وكانت مهمته تفقد احوال الرعية ليلا وتتبع اللصوص وحماية المجتمع وكان هذا النظام فى عهد ابى بكر الصديق وكان عبد الله بن مسعود اميرا عليهم , وقد قام عمر بن الخطاب بنفسه احيانا بالعسس وكان يصطحب معه بعض الصحابة كعبد الرحمن بن عوف وجابر بن عبد الله وغيرهما.
وعم نظام الشرطة فى العالم الاسلامي في عهد الخلفاء وصار لهم اصحاب شرطتهم وللأمراء والولاة وكانت مرتبطة بالقضاة لانها تنفذ احكام القضاة وتفرض العقوبات الزاجرة قبل ثبوت الجرائم والتأديب لمن لم ينته عن الجريمة ومن ثم اصبح للشرطة سلطات واسعة خاصة فى العصر الاموى والعباسى فبعد ان كانت تعمل على حفظ الامن صار لها الحق فى نظر الجرائم وتنفيذ العقوبات اى صارت الشرطة (مشرعا ومنفذا) واتسعت تحت حفظ النظام والامن فكانوا يعملون الاتى
مهمة الشرطة:
مراقبة الحانات واماكن الشراب واللعب واقامة الحدود على مرتاديها او منع اقامتها , تنفيذ اوامر الحاكم سواء الخليفة او الوالى واحكام القضاة الصادرة , مساعدة عمال الخراج على الجباية والاشراف على السجون والمسجونين حتى صار لهم ديوان اقامه عمر بن عبد العزيز وكان هدفه العناية بالمسجونين وعدم منعهم عن الصلاة وفصل الرجال والنساء المسجونين وفصل المسجونين حسب جريمتهم وبعد ان انفصلت الشرطة عن القضاء صار صاحبها ينظر فى الحدود مثل الزنا والسرقة والقذف وشرب الخمر وغيره .
اتساع سلطات الشرطة:
كان صاحب الشرطة يعتبر الرجل الثانى بعد الوالى لذلك كان حقه يؤم بالناس فى الصلاة فى حالات غياب الوالى او مرضه وينوب عن الوالى اذا غاب عن الولاية وكان الخلفاء يعينون اصحاب الشرطة مكان الولاة المعزولون او المتوفون كما ان الخليفة او الوالى كان يختار بدقة من يمثل الشرطة وكان يختار كبار القواد وعظماء الخاصة ولابد من توافر الشروط التى تساعده على اداء مهمته.
صفات صاحب الشرطة:
لابد ان يكون صاحب الشرطة "حليما مهيبا دائم الصمت طويل الفكر بعيد الغور غليظ على اهل الرتب قليل التبسم طاهرا متنزها عن الدنيا غير ملتفت الى الشفاعات " ويكون عالما فقيها تقيا ورعا
تتطور الشرطة:
1- فى مصر: تتطور فى مصر وصارت لها خطة عظيمة حيث يتولاها اثنان احدهما صاحب الشرطة العليا فى الفسطاط والاخر صاحب الشرطة السفلى فى جنوبها.
2- فى الاندلس: انقسمت الى شرطة عليا وشرطة وسطي وشرطة صغري موزعة على الطبقات والفئات , كانت الشرطة العليا للحكم على اهل المراتب السلطانية والضرب على ايديهم فى التظلمات وايدى اقاربهم وعين لصاحبها كرسى بباب السلطان ورجال يتبوؤن المقاعد بين يديه فلا يبرحون عنها اما الوسطى فكانت لاوسط الناس من الاعيان والتجار وصغار الموظفين والمتقلدين لبعض الخطط الادارية والقضائية الصغرى ولكل منهم راتبه , اما الصغرى كانت مخصوصة بالعامة والدهماء , وكان هدف الثلاث حفظ النظام والامن داخل البلاد.
من كتاب الحضارة الاسلامية لاستاذى الدكتور صلاح احمد عيد