اشكرك اخى الغبرينى واختى آنين على مروركم الجميل واهتمامكم بالرد
لقد تاخرت عن الرد لانشغالى فى فترة الامتحانات
وردا على طلب اخى الغبرينى فقد جمعت من مواقع مختلفة عن الدعاء وادابه
الدعاء
الدعاء : هو الالتجاء إلى الله تعالى في دفع مكروه أو طلب محبوب، وهو أفضل أنواع العبادة لأنه مخّها وخالصها ويلطف القضاء ويرد البلاء والإكثار منه موجب للإجابة ومحبة الله
قال الله تعالى : { وقال ربكم ادْعوني أستجب لكم}
وقال :{وإذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الدّاع إذا دعانِ فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}
وفي الشدائد يحب الله سبحانه وتعالى من عبده أن يتضرع له ويلتجأ إليه حيث قال :
{ ولقد أرسلنا إلى أممٍ من قبلك فأخذناهم بالبأساء الضّرّاء لعلّهم يتضرّعون}
وقال سبحانه في الحديث القدسي: أنا عند المنكسرة قلوبهم لأجلي . فيضطرّك سبحانه حتى تدعوه قال تعالى :{أمّن يجيب المضطر إذا دعاه}
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:الدعاء فعل الأنبياء ليس شيءٌ أكرم على الله من الدعاء .
وقال : ( ما جاءني جبريل إلاّ أمرني يهاتين الدّعوتين اللهمّ ارزقني طيّباً واستعملني صالحاً )
وهناك آداب للدعاء
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إذا دعا أحدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه وليصلّ عليّ فإن الدّعاء محجوب عن السماء حتى يصلي على محمد وآل محمد .
وفي الحديث : لا يرد دعاء أوله بسم الله الرحمن الرحيم.
قال علي كرم الله وجهه : مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول اللهمّ ارحمني ، فضرب بيده بين كتفيَّ وقال :
أعمَّ ولا تخصُّ فإنّ بين المخصوص والعموم كما بين السّماء والأرض.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إن الله يُحبُّ الملحين في الدعاء
ومن آداب الدعاء أن لا يدعو المسلم بإثم ولا قطيعة رحم
ولا يفتر عن الدعاء مهما تأخرت الإجابة فإما أن يعطيه ما سأل أو يدخر له ثواب دعائه ليوم حسابه .
شروط الدعاء وآدابه
________________________________________
على العبد المسلم ملازمة هذه العبادة الشريفة الدُّعاء محفوفة بشروط الدعاء، وآدابه، وجميع هذه الشروط والآداب، اشتملت عليها الآيتان/55،56 من سورة الأعراف، قال الله تعالى: ﴿ادعوا ربكم تضرعاً وخُفية إنه لا يحب المعتدين. ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمت الله قريب من المحسنين﴾ سواء بطريق النص، أو الإشارة.
ومنها:
(1) أن يكون الداعي موحداً لله في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته، مُمتلئاً قلبه بالتوحيد، وشجرة الإيمان، فشرط إجابة الله للدعاء: استجابة العبد لربه بطاعته وترك معصيته، قال الله تعالى: ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون﴾ (البقرة/186).
(2) أن يكون الدعاء مشروعاً في أمر مشروع.
(3) معتقداً الداعي، أن الله سبحانه هو القادر وحده على إجابة دعائه، بجلب النفع، ودفع الضر.
(4) محققاً الداعي ركني العمل: الإخلاص المتابعة.
(5) متوجهاً إلى الله وحده، بضراعة وابتهال.
(6) طيب المطعم، والملبس، والمسكن، والمكسب، أماراً بالمعروف، نهاءً عن المنكر.
(7) غير معتدٍ على نفسه في هتك المحارم، والتلبس بالمعاصي، مثل عقوق الوالدين، وقطيعة الرحم.
(
غير معتدٍ في دعائه بإثم، أو قطيعة رحم.
(9) غير مستعجل، ولا مستبطئ الإجابة، ولا قانط، فإن العبد يدعو رباً كريماً.
(10) مستفتحاً الدعاء بالحمد، والثناء على الله تعالى بما هو أهله، والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم.
(11) موقناً بالإجابة.
(12) آخذاً بأكمل المراتب: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في فاتحة الدعاء ووسطه وخاتمته. وإنها للدعاء كالجناح يصعد بخالصه إلى عنان السماء.
والمرتبة الثانية: في أوله وآخره. والمرتبة الثالثة: في أوله.
(13) بادئاً بنفسه إذا دعا منفرداً، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا بدأ بنفسه، وكذا إذا دعا لغيره، وهذه طريقة الأنبياء عليهم السلام في الدعاء كما في آيات القرآن الكريم، وثبت في حالات دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لأفراد وحدهم، فإن كان يدعو بقوم يؤمنون على دعائه، فبصيغة الجمع لتشمل الجميع.
(14) مؤمناً بقدرة الله تعالى على جلب النفع، ودفع الضر، وكشف السوء.
(15) متوسلاً إليه سبحانه بتوحيده، وأسمائه، وصفاته، وبصالح الأعمال، ثم تسأل حاجتك.
وهذه أكمل مراتب أقسام الدعاء الثلاثة، وهي:
أن تسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته، كما في أحد التفسيرين لقول الله تعالى: ﴿ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها﴾ (الأعراف/180). أن تسأله سبحانه بحاجتك وفقرك، وذُلِّك، وصالح عملك… فتقول مثلاً: أنا العبد الفقير، البائس، المسكين، الذليل، المستجير، ونحو ذلك.
أن تسأل حاجتك، ولا تذكر واحداً من الأمرين.
فالأول أكمل من الثاني، والثاني أكمل من الثالث، فإذا جمع الدعاء الأمور الثلاثة، كان أكمل.
(16) آخذاً بمجامع الدعاء وجُمله.
(17) مختتماً الداعي دعاءه باسم من أسماء الله الحسنى، يناسب مطلوبه، وهذا دأب الأنبياء عليهم السلام في دعائهم، كما في آيات القرآن الكريم، وفي أدعية النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهي في السنة كثيرة.
(18) في حال طهارة من الأحداث، والأخباث.
(19) وأن يكون فمه نظيفاً، مزيلاً تغيره بالسواك، وبهذا تعلم أن الدعاء والذكر مع ملامسة الفم للخبث كالدخان، خلاف الأدب، بل تحرم قراءة القرآن الكريم في مجالس الدخان، للامتهان الحاصل بذلك.
(20) وفي مكان طاهر، لعموم الأمر بالعبدعن النجاسة،كما في قول الله تعالى﴿وثيابك فطهر. والرجز فاهجر﴾.
(21) وفي هيئة حسنة.
(22) مستقبل القبلة
(23) داعياً بصوت منخفض خفي، كما قال الله تعالى (ادعو ربكم تضرعاً وخفية) (الأعراف/55). وقد أثنى الله سبحانه على نبيه زكريا عليه السلام فقال: (إذ نادى ربه نداءً خفياً) (مريم/3).
(24) بدعاء غير مُلحَّنٍ، ولا مُتكلفٍ صنعة الكلام ولا مسجوع، لأنه ينافي حال التضرع.
(25) ويكون مُعرباً غير ملحون، لأن الإعراب هو عمادُ الكلام، وبه يستقيم المعنى وبعدمه يختل، وربما انقلب المعنى باللحن حتى يصير كالكفر، ولهذا قال أبو عثمان المازني لبعض تلاميذه: (عليك بالنحو، فإن بني إسرائيل كفرت بحرف ثَقيل، خففوه، قال الله عز وجل لعيسى: "إني ولدتك" فقالوا: "إني ولدتك" فكفروا.)
وعن الرياشي، قال: مَر الأصمعي برجل يقول في دعائه: "يا ذو الجلال والإكرام" فقال: ما اسمك؟ قال: ليث، فأنشأ يقول:
ينادي ربه باللحن ليثٌ لذاك إذا دعاه فلا يجيب
وهذا في الإعراب غير المتكلف، فإن التكلف فيه، وفي تقويم اللسان ومخارج الحروف، إلى غير ذلك من أنواع التكلف، والتفاصح، يضعف توجه قلب الداعي إلى ربه.
ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في هذا جواب شافٍ على سؤال، هذا نصهما:
"وسُئل عن رجل دعا دعاء ملحوناً، فقال له رجل، ما يقبل الله دعاءً ملحوناً؟
فأجاب: من قال هذا القول، فهو آثم مخالف للكتاب والسنة، ولما كان عليه السلف، وأما من دعا الله مخلصاً له الدين بدعاء جائز سمعه الله، وأجاب دعاءه، سواء كان معرباً أو ملحوناً، والكلام المذكور لا أصل له، بل ينبغي للداعي إذا لم تكن عادته الإعراب، أن لا يتكلف الإعراب. قال بعض السلف: إذا جاء الإعراب ذهب الخشوع. وهذا كما يكره تكلف السجع في الدعاء، فإذا وقع بغير تكلف فلا بأس به فإن أصل الدعاء من القلب، واللسان تابع للقلب.
ومن جعل همته في الدعاء تقويم لسانه، أضعف توجه قلبه، ولهذا يدعو المضطر بقلبه دعاءً يفتح عليه، لا يحضره قبل ذلك، وهذا أمر يجده كل مؤمن في قلبه، والدعاء يجوز بالعربية، وبغير العربية، والله سبحانه يعلم قصد الداعي ومراده، وإن لم يقوم لسانه، فإنه يعلم ضجيج الأصوات، باختلاف اللغات على تنوع الحاجات"انتهى.
(26) رافعاً الداعي يديه قُبالة وجهه، ضاماً إحداهما للأخرى. فإن رفع اليدين من أسباب الاستجابة، كما في قول النبي صلى الله عليه وسلم "إن ربكم حيي ستير، يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً". ولا يرفع الداعي يديه حال الدعاء المقيد بحال أو زمان أو مكان، لم يثبت فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه، مثل حال الدعاء في خطبة الجمعة، فإنه يكره للخطيب، وللحاضرين، رفعهما، إلا إذا استستقى.
وقد تواتر رفعهما حال الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث ومواطن كثيرة. ورفع اليدين وبسطهما لله تعالى استكانة وعبودية، واستطعام.
وقد ذم الله المنافقين بأنهم يقبضون أيديهم، أي يشحون في المال، والجهاد، قال بعض المفسرين: ذم الله سبحانه أقواماً لا يبسطون أيديهم لله، فقال: ﴿ويقبضون أيديهم﴾ (التوبة/67). أي : "لا يرفعونها إلينا في الدعاء".
(27) وإن شاء مسح بهما وجهه إذا فرغ من الدعاء، في حال كونه خارج الصلاة، لا داخلها، لعدم الدليل الصحيح بل ولا الضعيف الذي يدل على المسح بعد رفعهما للقنوت في الصلاة. والنبي صلى الله عليه وسلم في الرفع، والاستقبال، قد فعل، وترك، وقد قال الله تعالى: ﴿الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً﴾ (آل عمران/191) وقد دعا صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة في خطبته، واستسقى وهو على المنبر، رافعاً يديه، وهو غير مستقبل القبلة.والدعاء مشروع على طهارة، وهو صفة كمال، أو على غير طهارة، والنبي صلى الله عليه وسلم قد فعل هذا، وهذا، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله في جميع أحيانه" رواه مسلم.
(28) مظهراً الداعي: الافتقار، والمسكنة بين يدي إله، في حال شريفة من حضور القلب، والرجاء، والإقبال على الله بكليته، من الضراعة، والابتهال، والخشوع، والرغبة، والرهبة، في الشدة والرخاء، والعسر واليسر،كما قال تعالى في وصف حال الأنبياء عليهم السلام ﴿إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين﴾(الأنبياء/90).ومعنى "يدعوننا":يعبدونا.وفي الحديث"القلوب أوعية وبعضها أوعى من بعض"رواه أحمد.
(29) وعلى العبد الإكثار من الدعاء حال الرخاء فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكُرب فليكثر الدعاء في الرخاء" رواه الترمذي. وقيل: "من أدمَنَ قرعَ البابِ وَلَجَ".
(30) وعلى الداعي في كل حال: الجزم، وعزم المسألة.
(31) وأن يدعو موقناً بالإجابة طامعاً بكرم الله وفضله.
(32) مُلحاً بالدعاء مع تكراره ثلاثاً، كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه أن يدعو ثلاثاً، ويستغفر ثلاثاً" رواه أبو داود، والنسائي. وفي حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طُبَّ :"دعا، ثم دعا، ثم دعا" رواه مسلم.
(33) مُلحاً في الدعاء، ملازماً له، فلا يمل من الدعاء، فإن المُلح في الدعاء، يكسب محبة الله له، ولا يهلك مع الدعاء أحد كما جاء الحديث بذلك.
(34) ولا يستبطئ الاستجابة، ولا يضجر إذا تأخرت، ولا ييأس فيدع الدعاء، وإلا كان "مستحسراً" فيأثم، إذ اليأس من رحمة الله من الكبائر،ومن استحسر:انقطع. قال الله تعالى﴿وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون﴾(الأنبياء/19).ولا يستحسرون: أي لا يتعبون. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن الكبائر،فقال:"الشرك بالله، واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله". 3
(35) ولا يقنط، قال الله تعالى:﴿ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون﴾ (الحجر/56). وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله" رواه عبدالرزاق.
(36) ولا يمنعه سوء حاله من دعاء الله ، ففي المأثور عن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى أنه قال: (لا يمنعن أحدكم من الدعاء ما يعلم من نفسه، فإن الله عز وجل أجاب شر الخلق: "إبليسلعنه الله"، إذ قال: ﴿قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون. قال فإنك من المنظرين﴾(الحجر/36،37).
(37) محسناً الظن بالله حال دعائه، كحاله في سائر حياته، فقد ثبت في الحديث القدسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني" رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
فمن ظن بالله خيراً، أفاض عليه من خيراته، ومن لم يكن في ظنه هكذا، لم يكن الله تعالى له هكذا.
قال القرطبي رحمه الله تعالى قيل: معنى ظن عبدي بي: ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها تمسكاً بصادق وعده انتهى.
لكن إياك وظن المغفرة مع الإصرار، فذلك محض الجهل والغرة، ويروى في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً" لكن وقفه على ابن مسعود أصح.
(38) وأن تكون الإجابة أغلب على قلبه، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافلٍ لاهٍ" رواه الترمذي، والحاكم.