الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا القرآن خير الكلام وجعله نوراَ
وحياة للقلوب وشفاء لما في الصدور .
لنعلم احبائي في الله أن من أهم مايبنبغي أن تبذل له الأوقات وتنفق له
الجهود هو علاج القلوب والسعي لصلاحها وسلامتها من الأمراض
وسائر الذنوب وذلك لما في القلب من مكانة في الاسلام عظيمه
ومنزلة عالية فهو محل نظر الله ومستودع التوحيد والإيمان والإخلاص
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إن الله لاينظر الى صوركم وأموالكم ولكن ينظر الى قلوبكم وأعمالكم "
فصلاح القلب وفساده من صلاح الجسد وفساده وقال النبي صلى الله عليه
وسلم " الأ وإن في الجسد مضغة وإذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت
فسد الجسد كله ألا وهي القلب "
وإن للقلب ثلاثة أنواع :-
قلب سليم ؛ قلب ميت ؛ قلب مريض
سوف نتناول شرح كل قلب على حده بأذن الله
--------------------------------------------------------------------------------
أولاَ :- القلب السليم
قال تعالى
(ولاتخزني يوم يبعثون يوم لاينفع مال ولا بنون الامن اتى الله بقلب سليم)
قال الحافظ ابن كثير " اي سالم من الدنس والشرك "
قال القاسمي " بقلب سليم من مرض الكفر والنفاق والخصال المذمومة"
فالقلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والشح والكبر
وحب الدنيا فهذا القلب في جنة معجلة في الدنيا وجنة في البرزخ
وجنة يوم الميعاد ولا تتم له سلامته مطلقاَ حتى يسلم من خمسة اشياء :-
شرك يناقض التوحيد ؛ بدعة تخالف السنة ؛ شهوة تخالف امر الله ؛
وغفلة تناقض الذكر ؛ وهوى يناقض التجرد والأخلاص .
ولسلامة القلب وصحته آثار وفوائد جليلة منها :
1- راحة البال وطمئنينة النفس واجتماع القلب .
2- استنارة القلب وانشراحه.
3-إدراك الحق والتمميز بينه وبين الباطل ورؤيةالآيات والتعاظ بالاحداث .
ومن علامات صحة القلب :
اتقان العمل مع الشعور بالتقصير واستعظام الذنوب
والخوف من زيغ القلوب ومن الوقوف بين يدي علام القلوب .
- اطمئنان القلب والخشوع عند قراءة القرىن والتأثر به والتخلق بأخلاقه .
- الصبر على الضراء والشكر على السراء .
- لايفتر عن ذكر الله فاذا دخل الى الصلاه ذهب غمه وهمه في الدنيا
ووجد راحته فيها .
--------------------------------------------------------------------------------
ثانياَ : القلب الميت
هو الذي لاحياة به فهو لايعرف ربه ولايعبده بأمره ومايحبه ويرضاه
بل هو واقف مع شهواته ورغباته لو كان فيها سخط ربه فهو متعبد
لغير الله حباَ وخوفا وسخطاَ ان احب أحب لهواه وان أبغض أبغض لهواه
وأن أعطى أعطى لهواه فهو آثر عنده وأحب اليه من رضا مولاه
لايستجيب لناصح يتبع كل شيطان مريد الدنيا تسخطه وترضيه والهوى
يصمه عما سوى الباطل ويعميه .
قال أحد الصالحين ياعجباَ من المسلم يبكون على موت جسده ولايبكون
على من مات قلبه وهو أشد .
فمخالطة صاحب هذا القلب سقم ومعاشرته سمّ ومجالسته هلاك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
: القلب المريض
هو قلب له حياه وبه علة فله مادتان تمد هذه مره وهذه آخرى وهو لما
غلب منهما . ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به والإخلاص له
والتوكل عليه وهو مادة حياته وفيه من محبة الشهوات وإيثارها
والحرص على تحصيلها والحسد والعجب وحب العلو والفساد بالأرض .
من علامات مرض القلب :
مريض القلب لاتؤلمه جراحات القبائح ولايوجعه جهله بالحق وعقائده
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها
اللهم طهر قلوبنا من النفاق واعيننا من الخيانه وألسنتنا من الكذب
سوف اكمل باذن الله موضوعي بصور من امراض بعض القلوب لاحقا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
--------------------------------------------------------------------------------
من أمراض القلوب : الكبر
وهو من أخبث الأمراض وأشدها فتكا َ وأسوئها عاقبة وهو حجاب كثيف
على القلب يحول بينه وبين الإيمان ومانع قوي يمنع الإنسان من قبول
الحق وحقيقته الارتفاع على الناس واحتقارهم ودفع الحق
والكبر أول معصية عُصي الله بها من قبل إبليس قال تعالى
"(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد
لمن خلقت طينا ") سورة البقرة 34
عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم
"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر"، فقال رجل:
يا رسول الله، إني رجل أولعت بالجمال في كل شيء، حتى ما أحب أن
يفوقني أحد بشراك نعل. فهل هذا من الكبر؟ فقال صلى الله عليه
وسلم: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس".
قال النووي رحمه الله (" بطر الحق " اي دفعه وإنكاره ترفعا وتجبراَ
و" غمط الناس " احتقارهم )