وحدي أكدّس ساعات الليل الطويلة، أستنشق فيها عطرك الذي تركته في كل خلية من روحي وأنفاسي ...
تستيقظ الأنثى النائمة في جسدي، تنهض فجأة من حلم راودها كنتَ فيه الصدر الذي ارتمت عليه أخيراً ليحميها من نزيف الجراح...
هل نعرف نحن كيف نحب؟ ومتى؟ وأين يباغتنا الحب؟
لماذا في أغلب علاقات الحب يتحدث المرء عن صداقته مع الطرف الآخر، ليتحول حديثه دون أن يشعر إلى حديث عن حبه للآخر؟
ويهدر عمري بك ومعك، يهدر فرحاً وهو يغفو على كتفك، على صدرك، على ذراعك، على خدودك، ويشتاقها...
وأينما يغفو يعانقه عطرك من كل مكان...
كم صرتُ أعشق قميصك الأبيض السماوي...
هذا القميص الذي شهد ارتماء دموعي على كتفه
الذي ضمّ حزني وألمي...
أعود لمنزلي
أرتمي بين أوراق كتبي ودفاتري
أنتقي منها كتاباً أو مجلة، لست أذكر، وأقرأ ما كتبته شهرزاد:
"معك تعلمتُ أنّ للموت طرقاً عدة أصعبها فراقك"
"معك تعلمتُ أن أبي لا يتكرر، وأنّ أخي لا يتكرر، وانّ وطني لا يتكرر، إلا بك...
"معك تعلمتُ أني كي أنجح في قطع البحر لا بدّ أن يكون على الجهة الأخرى أنت"
هذا ما تعلمته شهرزاد به...
أما أنا فما تعلمته منك إضافة لما تعلمته شهرزاد منه، منك...
أنّ الحب لا يكون إن كان إلا بك ومعك ومنك وإليك وفيك...
معك تعلمتُ أنّ الدمع ليس بدمع إلا إن انهمر لك ولك وحدك فقط...
معك تعلمتُ أنّ الحب ليس بحب إلا إن اشتقت لي وضممتني بين ذراعيك واحتوتني يداك وعانقت شفاهك شفاهي وخدودي وجيدي وشعري وكل خلية تنطق بك...
معك تعلمتُ أنّ الحزن ضروري أحياناً في علاقات الحب القوية الصادقة...
معك تعلمتُ أن ليس بالفرح وحده يحيا الحب، لا بد من لحظات ألم ولوعة وفراق كي يكبر ويكبر ويكتشف كل طرف الآخر ومدى انتمائه إليه...
معك تعلمتُ أنّ الجرح النازف ينزف وينزف وينزف رحيقاً من عطرك...
معك تعلمتُ أنّ قلبي ليس بقلب إلا في حبك وحدك