بسم الله الرحمن الرحيم
>>
>>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
>>
>>
>>
>>شاب يسجد لله في مكان لا يتوقعه احد
>>
>>
>>يقول الشاب ذو الـــ 19 عاما
>>
>>
>>
>>كنت شاباً أظن أن الحياة .. مال وفير .. وفراش وثير .. ومركب وطيء ..
>>
>>
>>وكان يوم جمعة .. جلست مع مجموعة من رفقاء الدرب على الشاطئ ..
>>
>>
>>وهم كالعادة مجموعة من القلوب الغافلة ..
>>
>>
>>سمعت النداء حي على الصلاة .. حي على الفلاح ..
>>
>>
>>أقسم أني سمعت الأذان طوال حياتي .. ولكني لم أفقه يوماً معنى كلمة
>>فلاح ..
>>
>>
>>طبع الشيطان على قلبي .. حتى صارت كلمات الأذان كأنها تقال بلغة لا
>>أفهمها ..
>>
>>
>>كان الناس حولنا يفرشون سجاداتهم .. ويجتمعون للصلاة ..
>>
>>
>>ونحن كنا نجهز عدة الغوص وأنابيب الهواء ..
>>
>>
>>استعداداً لرحلة تحت الماء ومن بعدها الاحتفال بغفلة..
>>
>>
>>لبسنا عدة الغوص .. ودخلنا البحر .. بعدنا عن الشاطئ ..
>>
>>
>>حتى صرنا في بطن البحر ..
>>
>>
>>كان
>>كل شيء على ما يرام .. الرحلة جميلة ..
>>
>>
>>وفي غمرة المتعة ..
>>
>>
>>فجأة تمزقت القطعة المطاطية التي يطبق عليها الغواص بأسنانه
>>
>>
>>وشفتيه لتحول دون دخول الماء إلى الفم
>>
>>
>>
>>ولتمده بالهواء من الأنبوب .. وتمزقت أثناء دخول الهواء إلى رئتي ..
>>
>>
>>وفجأة أغلقت قطرات الماء المالح المجرى التنفسي... وبدأت أموت ..
>>
>>
>>بدأت رئتي تستغيث وتنتفض .. تريد هواء .. أي هواء ..
>>
>>
>>أخذت اضطرب .. البحر مظلم .. رفاقي بعيدون عني ..
>>
>>
>>بدأت أدرك خطورة الموقف .. إنني أموت ..
>>
>>
>>بدأت أشهق .. وأشرق بالماء المالح..
>>
>>
>>بدأ شريط حياتي بالمرور أمام عيني ..
>>
>>
>>مع أول شهقة ..
>>
>>
>>عرفت كم أنا ضعيف ..
>>
>>
>>بضع قطرات مالحة سلطها الله علي ليريني أنه هو القوي الجبار ..
>>
>>
>>آمنت أنه لا ملجأ من الله إلا إليه... حاولت التحرك بسرعة للخروج من
>>الماء ..
>>
>>
>>إلا أني كنت على عمق كبير ..
>>
>>
>>شهقت الشهقة الثانية
>>
>>
>>
>>ليست المشكلة أن أموت .. المشكلة كيف سألقى الله ؟!
>>
>>
>>إذا سألني عن عملي .. ماذا سأقول ؟
>>
>>
>>أما ما أحاسب عنه .. الصلاة .. وقد ضيعتها ..
>>
>>
>>تذكرت الشهادتين .. فأردت أن يختم لي بهما ..
>>
>>
>>فقلت أشهـ .. فغصَّ حلقي .. وكأن يداً خفية تطبق على رقبتي
>>
>>
>>لتمنعني من نطقها
>>
>>
>>حاولت جاهداً .. أشهـ .. أشهـ .. بدأ قلبي يصرخ :
>>
>>
>>ربي ارجعون .. ربي ارجعون
>>
>>
>>... ساعة ....دقيقة .. لحظة .. ولكن هيهات..
>>
>>
>>اريد لحظات لانطق بالشهادتين ثم اموت
>>
>>
>>بدأت أفقد الشعور بكل شيء .. أحاطت بي ظلمة غريبة ..
>>
>>
>>هذا آخر ما أتذكر ..
>>
>>
>>لكن رحمة ربي كانت أوسع ..
>>
>>
>>فجأة بدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرة أخرى
>>
>>
>>انقشعت الظلمة .. فتحت عيني .. فإذا أحد الأصحاب ..
>>
>>
>>يثبت خرطوم الهواء في فمي ..
>>
>>
>>ويحاول إنعاشي .. ونحن مازلنا في بطن البحر ..
>>
>>
>>رأيت ابتسامة على محياه .. فهمت
>>منها أنني بخير ..
>>
>>
>>عندها صاح قلبي .. ولساني .. وكل خلية في جسدي ..
>>
>>
>>أشهد أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمد رسول الله .. الحمد لله ..
>>
>>
>>وكانت ابتسامته تقول لي لايزال للحياة بقية
>>
>>
>>خرجت من الماء .. وأنا شخص أخر ..
>>
>>
>>تغيرت نظرتي للحياة بعد ان كنت اتمنى لحظات لانطق بالشهادتين الان لدي
>>متسع من الحياة فماذا انا فاعل ..
>>
>>
>>أصبحت الأيام تزيدني من الله قرباً .. أدركت سرَّ وجودي في الحياة ..
>>
>>
>>تذكرت قول المؤذن حي على الفلاح بعد ان فهمت معناها وعرفت ما هو
>>الفلاح المقصود
>>
>>
>>تذكرت قول الله ( إلا ليعبدون ) ..صحيح .. ما خلقنا عبثاً ..
>>
>>
>>مرت
>>
>>
>>أيام .. فتذكرت تلك الحادثة ..
>>
>>
>>فذهبت إلى البحر .. ولبست لباس الغوص ..
>>
>>
>>ثم أقبلت إلى الماء .. وحدي وتوجهت إلى المكان نفسه في بطن البحر
>>
>>
>>وسجدت لله تعالى سجدة ما أذكر اني سجدت مثلها في حياتي ..
>>
>>
>>في مكان لا أظن أن إنساناً قبلي
>>قد سجد فيه لله تعالى ..
>>
>>
>>عسى أن يشهد علي هذا المكان يوم القيامة فيرحمني الله بسجدتي في عمق
>>البحر إذ هديتنا ولا تفتننا في ديننا
>>